النقل الصحيح لا يمكن أن يخالف العقل الصريح

[size=21]إذا رأيت الحديث يباين المعقول أو يخالف المنقول أو يناقض الأصول فأعلم أنه موضوع
النقل الصحيح لا يمكن أن يخالف العقل الصريح
[size=21]بقلم الأستاذ الدكتور
عياض بن نامى السلمى
عضو هيئة التدريس بقسم أصول الفقه
بكلية الشريعة بالرياض

أن السنة لا يمكن أن تأتى بتشريع يخالف بدائه العقول أو يخالف القطعيات من الأدلة النقلية .. وقد عبر عنه إبن تيمية بأن: [النقل الصحيح لا يمكن أن يخالف العقل الصريح] .. وله كتاب يحمل هذا المعنى ..

وعبر عنه الشاطبي بقاعدة عامة ذكرها فى بداية كلامه عن الأدلة .. وهى: [الأدلة الشرعية لا تخالف قضايا العقول] .. [الموافقات: 3/ 3] ..

وهذا المبدأ قرره الأصوليون والمحدثون على حد سواء .. وهو مبدأ مهم فى فهم ما نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم من الأخبار ..

قال الإمام الشافعى:
[ولا يستدل على أكثر صدق الخبر وكذبه إلا بصدق المخبر وكذبه .. إلا فى
الخاص القليل من الحديث .. وذلك أن يستدل على الصدق والكذب فيه بأن يحدث
المحدث ما لا يجوز أن يكون مثله .. أو ما يخالفه ما هو أثبت وأكثر دلالات
بالصدق منه] .. [الرسالة: 399] .. فالشافعى
رحمه الله يصرح بأنه قد يستدل على كذب الخبر بكونه لا يجوز أن يكون مثله
.. أو بمخالفة ما هو أثبت منه مما لا يصح أن يجتمع معه ..

وقال الغزالى عند كلامه عن الخبر المعلوم الكذب: [الأول .. ما يعلم خلافه بضرورة العقل أو نظره .. أو الحس .. والمشاهدة .. وأخبار التواتر] .. [المستصفى: 1/142] .. وهو وإن كان يتكلم عن الخبر بشكل عام .. فالخبر المنقول عن الرسول صلى الله عليه وسلم داخل فى هذا العموم ولا شك ..

وقال السبكى:
[إن من جملة ما روى عنه صلى الله عليه وسلم ما لا يقبل التأويل لمعارضة
الدليل العقلى .. ذلك مما يوجب عدم قبوله للتأويل .. فيمتنع صدوره عنه عليه
السلام قطعاً] .. ثم قال: [وسببه نسيان الراوى أو غلطه أو إفتراء الملاحدة] .. [الإبهاج: 2/298] ..

وقال شيخ الإسلام إبن تيمية:
[من تبحر فى المعقولات ووقف على أسرارها علم قطعاً أنه ليس فى العقل
الصريح الذى لا يكذب قط ما يخالف مذهب السلف وأهل الحديث .. ولو فرض على
سبيل التقدير أن العقل الصريح الذى لا يكذب يناقض بعض الأخبار .. للزم إما
تكذيب الناقل أو تأويل المنقول] .. [مجموع الفتاوى: 33/172/173] ..

وعقد البغدادى فى الكفاية باباً لهذا المبدأ فقال: [باب فى وجوب إطراح المنكر والمستحيل من الأحاديث] .. [الكفاية: 602/603] ..

ومما وضعه الأصوليون من قواعد تحت هذا المبدأ قاعدة: [كل أمر خطير ذى بال يقتضى العرف نقله إذا وقع تواتراً .. إذا نقله آحاد فهم مكذبون فيه .. منسوبون إلى تعمد الكذب .. أو الزلل] .. [البرهان: 1/665] ..

وقاعدة: [لا يجوز على الجماعة العظيمة كتمان ما يحتاج إلى نقله ومعرفته] .. [العدة: 3/852] ..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

راجع:

ضوابط فهم السنة النبوية ..

[/size][/size]

» عمال أتوبيس القاهرة الكبرى ينضمون لإضراب النقل العام